ضرورة تطوير زراعة نبات القبار الطبي (كاباريس) في البلاد

المقدمة

تُعتَبَر إيران واحدة من أغنى المناطق في العالم من حيث التنوع النباتي، خصوصاً النباتات الطبية. من بين حوالي 8000 نوع نباتي تم التعرف عليها في البلاد، يوجد أكثر من 2400 نوع لها خصائص طبية وعطرية وبهاراتية وتجملية وصحية. يُفرْض هذا التنوع النباتي فرصاً خاصة لاستخدام مستدام وفعّال لهذه الموارد القيمة.

ضمن هذا التنوع، يُعتبر النبات الطبي الكبّار (كاباريس) ذو الاسم العلمي .L spinose Capparis، نباتاً شجرياً ومستمر النمو من عائلة Capparidaceae، ويحظى بأهمية خاصة. يُعد هذا النبات الذي هو أصلاً من نباتات إيران، بخصائصه الفريدة، قادراً على لعب دور مهم في مكافحة التصحر والسيطرة على تآكل التربة، وخلق فرص عمل وتحسين معيشة السكان في المناطق الريفية.

الكبّار: نبات مقاوم ويتكيف مع الظروف القاسية

الكاباريس هو نبات دائم، متساقط الأوراق، شائك، ذو جذور عميقة وسيقان مُعلقة وغير منتظمة، ويتكيف بشكل جيد مع البيئات الحارة الجافة والقاسية. يتمكن هذا النبات من النمو في التربة الفقيرة ذات الموارد المائية والغذائية المحدودة، كما يتحمل الصيف الحار بدرجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية والبرد حتى -15 درجة مئوية. ينتشر الكبّار في معظم مناطق إيران باستثناء المحافظات المحاذية لبحر قزوين، وفي التربة ذات الحموضة القلوية.

أهمية تطوير زراعة الكبّار

تطوير زراعة الكبّار ذو أهمية من عدة جوانب:

• مكافحة التصحر: يعزز الكبّار الغطاء النباتي، مما يساعد بشكل فعال في مكافحة التصحر ومنع انتشار المناطق الصحراوية. هذا النبات ذو العمر الطويل (أكثر من 50 عاماً) والمقاوم للجفاف، يُعتبر خياراً مناسباً للزراعة في المناطق الجافة وشبه الجافة من البلاد.
• السيطرة على تآكل التربة والغبار: تُثبت جذور الكبّار العميقة والمنتشرة التربة، مما يمنع تآكلها بالماء والرياح. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنبات بتكوين ارتفاع مناسب تقليل سرعة الرياح ومنع إنتاج وانتشار الغبار.
• خلق فرص عمل ودخل: يُعتبر الكبّار نباتاً طبياً ذو قيمة، ويمكن أن يكون مصدر دخل مستدام للسكان في المناطق الفقيرة. تُستخدم براعم الزهور، الأوراق الطازجة، الجذور وثمار الكبّار للاستهلاك الغذائي والطبّي، ويمكن تسويقها بعد المعالجة.

الخصائص الطبية والغذائية للكبّار

يُعد الكبّار مصدرًا غنيًا بالمواد المعدنية مثل البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم، الكبريت والسيلينيوم. ويتميز السيلينيوم في الكبّار في تعزيز الجهاز المناعي وزيادة إنتاج هرمون الغدة الدرقية. تُعتبر البذور والثمار غير الناضجة لهذا النبات كالخاويار النباتي وتحتوي على بروتين، زيت وألياف عالية.

تشير الدراسات البيولوجية إلى خصائص مضادة للجراثيم، مضادة للأكسدة، مضادة للالتهابات ومنظمة للجهاز المناعي ومضادة للفيروسات لهذا النبات. تُظهر البحوث الكيميائية النباتية على كاباريس سبينوزا أنه يحتوي على القلويدات، الدهون، الفلافونويدات والجلكوسينوالتات.

الاستنتاج

تُعد تطوير زراعة نبات الكبّار الطبي في البلاد استراتيجية فعالة لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية. هذا النبات بخصائصه الفريدة يمكنه لعب دور مهم في مكافحة التصحر والسيطرة على تآكل التربة وخلق فرص عمل وتحسين معيشة السكان في المناطق الريفية.

نظرًا لأهمية هذا الموضوع، يجب تنفيذ تخطيط مستمر لتطوير زراعة الكبّار في المناطق المستعدة من البلاد. ينبغي أن تشمل هذه البرامج تدريب المزارعين، توفير الشتل الجيد، تقديم التسهيلات المالية والتسويق المناسب لمنتجات الكبّار.